الحافظ أبومحمّد أحمد بن ابراهيم بن هاشم الطوسي البلاذري بفتح الباء الموحدة و بعدها الألف و ضمّ الذال و في آخرها الراء هذه النسبة إلى البلاذر.
قال السمعاني في “الأنساب الكبير”: و المشهور بهذا الانتساب أبومحمد أحمد بن إبراهيم بن هاشم المذكور الطوسي البلاذري الحافظ من أهل طوس كان حافظاً فهماً عارفاً بالحديث سمع بطوس إبراهيم بن اسماعيل العنبري و تليم بن محمد الطوسي و بنيسابور عبدالله بن شيرويه و جعفر بن أحمد الحافظ و بالرّي محمد بن أيوب و الحسن بن أحمد بن الليث و ببغداد يوسف بن يعقوب القاضي و بالكوفة محمد بن عبدالله بن سليمان الحضرمي و أقرانهم سمع منه الحاكم أبوعبدالله الحافظ.
و أبو محمد البلاذري الواعظ الطوسي كان واحد عصره في الحفظ و الوعظ و من أحسن الناس عشرة و أكثرهم فائدة، و كان يكثر المقام بنيسابور يكون له في كل أسبوع مجلسان عند شيخي البلد أبي الحسين المحمي و أبي نصر العبدي.
و كان أبوعلي الحافظ و مشايخنا يحضرون مجالسه و يفرحون بما يذكره على الملأ من الأسانيد و لم أرهم غمزوه قط في أسناد أو اسم أو حديث، و كتب بمكة عن إمام أهل البيت عليهم السلام أبي محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السلام.
و ذكر أبو الوليد الفقيه قال: كان أبومحمد البلاذري يسمع كتاب الجهاد من محمد بن إسحاق و أمه عليلة بطوس (إلى أن قال) قال الحاكم استشهد بالطاهران سنة 339.
فقال علامة عصره الشاه ولي الله الدهلوي _ والد عبدالعزيز المعروف بشاه صاحب صاحب التحفة الإثنا عشرية في الرّد على الإمامية _ الّذي وصفه ولده بقوله: «خاتم العارفين و قاصم المخالفين سيد المحدثين و سند المتكلمين حجة الله على العالمين إلى آخره.» في كتاب “النزهة” أن الوالد روى في كتاب المسلسلات المشهور بالفضل المبين: «قلت شافهني ابن عقلة بإجازة جميع ما يجوز له روايته و وجدت في مسلسلاته حديثاً مسلسلاً بانفراد كل راو من رواته بصفة عظيمة تفرد بها.
قال (رحمه الله): أخبرني فريد عصره الشيخ حسن بن علي العجمي، أنا حافظ عصره جمال الدين الباهلي، أنا مسند وقته محمد الحجازي الواعظ، أنا صوفي زمانه الشيخ عبدالوهاب الشعراني، أنا مجتهد عصره الجلال السيطوطي، أنا حافظ عصره أبونعيم رضوان العقبي، أنا مقريء زمانه الشمس محمد بن الجزري أنا إمام جمال الدين محمد بن محمد الجمال زاهد عصره، أنا الإمام محمد بن مسعود محدث بلاد فارس في زمانه، أنا شيخنا إسماعيل بن مظفر الشيرازي عالم وقته، أنا عبدالسلام بن أبي الربيع الحنفي محدث زمانه، أنا أبوبكر عبدالله بن محمد بن شابور القلانسي شيخ عصره، أنا عبدالعزيز حدثنا محمد الادمي إمام أوانه، أنا سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان نادرة عصره، ثنا أحمد بن محمد بن هاشم البلاذري حافظ زمانه، ثنا محمد بن الحسن بن علي المحجوب إمام عصره، ثنا الحسن بن علي، عن أبيه، عن جده، عن أبي جده علي بن موسى الرضا عليهم السلام، ثنا موسى الكاظم، قال: ثنا أبي جعفر الصادق، ثنا محمد الباقر بن علي، ثنا أبي علي بن الحسين زين العابدين السجاد، ثنا أبي الحسين سيد الشهداء، ثنا أبي عليّ بن أبي طالب عليه السلام سيد الأولياء، قال: أخبرنا سيد الأنبياء محمّد بن عبدالله صلى الله عليه و آله و سلم، قال: أخبرني سيد الملائكة جبرئيل قال: قال الله تعالى سيد السادات: (إني أنا الله لا إله إلا أنا من أقر لي بالتوحيد دخل حصني و من دخل حصني أمن من عذابي).
قال الشمس بن الجزري: كذا وقع الحديث من المسلسلات السعيدة و العهدة فيه على البلاذري.
و قال الشاه ولي الله المذكور أيضاً في رسالة “النوادر من حديث سيد الأوئل و الأواخر” ما لفظه: م ح م د بن الحسن الذي يعتقد الشيعة أنه المهدي عن آبائه الكرام وجدت في مسلسلات الشيخ محمد بن عقلة المكي عن الحسن العجيمي (ح) أخبرنا أبو طاهر أقوى أهل عصره سنداً اجازة لجميع ما تصح له روايته قال: أخبرنا فريد عصره الشيخ حسن بن علي العجيمي _ إلى آخر ما تقدم باختلاف جزئي في تقديم بعض الألقاب و تأخيره على الأسامي.
و عن السيوطي في “رسالة التدريب” قال: و ذكر في شرح النخبة أن المسلسل بالحفاظ مما يفيد العلم القطعي _ الخ. و قد عرفت ما ذكره السمعاني في حق البلاذري فلا موقع لما ذكره الجزري.