يوسف (عبرية: יוֹסֵף ، الاسم المعتاد يوسف النطق في اللغة العبرية الطبرية Yôsēp̄؛ “يزيدني الرب ابنًا آخر”؛ [1] Arabic: يوسف‎ ، Yūsuf) شخصية مهمة في الكتاب المقدس وفي القرآن، إذ يربط قصة إبراهيم وإسحاق ويعقوب في كنعان بالقصة اللاحقة لتحرير بني إسرائيل من العبودية في مصر.
فرعون يرحب بيوسف وأخوته، بريشة جيمس تيسو (حوالي عام 1900).

يروي سفر التكوين كيف كان يوسف الابن الحادي عشر من أبناء يعقوب الاثنى عشر، وبكر راحيل. باع أخوة يوسف الغيورون إياه في سوق العبيد، لكنه صار بعد ذلك أكثر الرجال نفوذًا في مصر إلى جانب فرعون. وعندما حلَّت المجاعة على البلاد، جلب يوسف بني إسرائيل إلى مصر حيث استقروا في أرض جوشين.
يعتبر المسلمون يوسف نبيًا، وخُصِصت سورة كاملة لسرد قصته. وهي الحالة الوحيدة في القرآن التي تُخصَص فيها سورة كاملة لسرد قصة نبي. وتوصَف هذه السورة بأنها “أحسن القصص”. تذكر القصة أن يوسف كان في غاية الجمال، مما جذب امرأة عزيز مصر لإغوائه. وورد عن النبي محمد أنه قال: “أوتي يوسف شطر الحسن”. طلب الأخوة من يعقوب أن يدع يوسف يذهب معهم. والحفرة التي أُلقي فيها يوسف كانت بئرًا، واتخذت القافلة المارة يوسف عبدًا.
يكشف يوسف عن هويته لإخوته قبل عودتهم لأبيهم في المرة الثانية عقب شراء الحبوب. يُجبَرون على العودة إلى يعقوب دون بنيامين، ويبكي الأب الأعمى. ويظل هكذا إلى أن يعود الأبناء من مصر، جالبين معهم ملابس يوسف التي عالجت عينيه بمجرد أن وضعها على وجهه.
فأول الغيبات غيبة إدريس النبي علیه لسلام المشهورة حتى آل الأمر بشيعته إلى أن تعذر عليهم القوت و قتل الجبار من قتل منهم و أفقر و أخاف باقيتهم ثم ظهر علیه السلام فوعد شيعته بالفرج و بقيام القائم من ولده و هو نوح علیه السلام ثم رفع الله عز و جل إدريس علیه السلام إليه فلم تزل الشيعة يتوقعون قيام نوح علیه السلام قرنا بعد قرن و خلفا عن سلف صابرين من الطواغيت على العذاب المهين حتى ظهرت نبوة نوح علیه السلام و بعد نوح وقع غيبة صالح عليه و بعد صالح وقع غيبة ابراهیم علیه السلام و بعد ابراهیم وقع غيبة یوسف علیه السلام.
تشابه امر الامام المهدی فی الغیبة و مراوته مع الخلق و عدم عرفان الخلق له بنبی الله یوسف حین مراودة اخوته معه علیه السلام و عدم عرفانهم له الا بعد اخباره.
و أما غيبة يوسف علیه السلام فإنها كانت عشرين سنة لم يدهن فيها و لم يكتحل و لم يتطيب و لم يمس النساء حتى جمع الله ليعقوب شمله و جمع بين يوسف و إخوته و أبيه و خالته كان منها ثلاثة أيام في الجب و في السجن بضع سنين و في الملك باقي سنيه و كان هو بمصر و يعقوب بفلسطين و كان بينهما مسيرة تسعة أيام فاختلفت عليه الأحوال في غيبته من إجماع إخوته على قتله ثم إلقائهم إياه في غيابت الجب ثم بيعهم إياه بثمن بخس دراهم معدودة ثم بلواه بفتنة امرأة العزيز ثم بالسجن بضع سنين ثم صار إليه بعد ذلك ملك مصر و جمع الله تعالى ذكره شمله و أراه تأويل رؤياه‏…
فحال العارفين في وقتنا هذا بصاحب زماننا الغائب علیه السلام حال يعقوب علیه السلام في معرفته بيوسف و غيبته و حال الجاهلين به و بغيبته و المعاندين في أمره حال أهله و أقربائه الذين بلغ من جهلهم بأمر يوسف و غيبته حتى قالوا لأبيهم يعقوب تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ و قول يعقوب لما ألقى البشير قميص يوسف على وجهه فارتد بصيرا أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ دليل على أنه قد كان علم أن يوسف حي و أنه إنما غيب عنه للبلوى و الامتحان‏.
قبر یوسف مرقد یوسف النبی جوار نابلس فی الفلسطین
باب شباهته بيوسف (عليه السلام)
1- يوسف عليه السلام: كان أجمل أهل زمانه.
القائم عليه السلام: أجمل أهل زمانه.
2- يوسف عليه السلام: غاب زمانا طويلا (فدخل عليه إخوته فعرفهم وهم له منكرون).
القائم عليه السلام: غاب عن الخلق، وهو مع ذلك يسير فيهم ويعرفهم ولا يعرفونه وقد مر ما يدل على ذلك في حرف الغين المعجمة.
3- يوسف عليه السلام: أصلح الله تعالى أمره في ليلة واحدة، حيث رأى فيها ملك مصر في المنام ما رأى.
القائم عليه السلام: يصلح الله تعالى أمره في ليلة واحدة فيجمع له فيها أعوانه من أقاصي البلاد.
روى الصدوق (رحمه الله) في كمال الدين عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن صاحب هذا الأمر فيه شبه من يوسف (عليه السلام) يصلح الله عز وجل أمره في ليلة واحدة.
وعن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: المهدي منا أهل البيت، يصلح الله له أمره في ليلة.
4- يوسف عليه السلام: ابتلي بالسجن قال: (رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه).
القائم عليه السلام کما في حديث أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: في صاحب هذا الأمر سنة من موسى، وسنة من عيسى، وسنة من يوسف، وسنة من محمد (صلى الله عليه وآله)، إلى أن قال: وأما من يوسف فالسجن والغيبة.
5- يوسف عليه السلام لبث في السجن بضع سنين.
القائم عليه السلام: ليت شعري كم يلبث في السجن ولا يخرج.
6- يوسف غاب عن خاصته وعامته واختفى عن إخوته، وأشكل أمره على أبيه يعقوب، مع قرب المسافة بينه وبين أهله وشيعته. كما في الحديث.
القائم عليه السلام کما فی الروایة في كمال الدين عن الباقر عليه السلام في بيان شباهته بجمع من الأنبياء قال (عليه السلام): وأما شبهه من يوسف بن يعقوب (عليه السلام) فالغيبة من خاصته وعامته واختفاؤه من إخوته وإشكال أمره على أبيه يعقوب النبي (عليه السلام) مع قرب المسافة بينه وبين أبيه وأهله وشيعته، الخبر.

(مکیال المکارم؛ محمدتقی الموسوی الاصبهانی؛ 1: 169- 170)

قال الصدوق: حَدَّثَنَا أَبِي وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالا حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ عَنْ سَدِيرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام يَقُولُ:

إِنَّ فِي الْقَائِمِ سُنَّةً مِنْ يُوسُفَ قُلْتُ: كَأَنَّكَ تَذْكُرُ خَبَرَهُ أَوْ غَيْبَتَهُ؟ فَقَالَ لِي: وَ مَا تُنْكِرُ هَذِهِ الْأُمَّةُ أَشْبَاهُ الْخَنَازِيرِ أَنَّ إِخْوَةَ يُوسُفَ كَانُوا أَسْبَاطاً أَوْلَادَ أَنْبِيَاءَ تَاجَرُوا يُوسُفَ وَ بَايَعُوهُ وَ هُمْ إِخْوَتُهُ وَ هُوَ أَخُوهُمْ فَلَمْ يَعْرِفُوهُ حَتَّى قَالَ لَهُمْ أَنَا يُوسُفُ وَ هذا أَخِي فَمَا تُنْكِرُ هَذِهِ الْأُمَّةُ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي وَقْتٍ‏ مِنَ الْأَوْقَاتِ يُرِيدُ أَنْ يَسْتُرَ حُجَّتَهُ عَنْهُمْ لَقَدْ كَانَ يُوسُفُ يَوْماً مَلِكَ مِصْرَ وَ كَانَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ وَالِدِهِ مَسِيرَةُ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْماً فَلَوْ أَرَادَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَنْ يُعَرِّفَهُ مَكَانَهُ لَقَدَرَ عَلَى ذَلِكَ وَ اللَّهِ لَقَدْ سَارَ يَعْقُوبُ وَ وُلْدُهُ عِنْدَ الْبِشَارَةِ فِي تِسْعَةِ أَيَّامٍ إِلَى مِصْرَ فَمَا تُنْكِرُ هَذِهِ الْأُمَّةُ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ يَفْعَلُ بِحُجَّتِهِ مَا فَعَلَ بِيُوسُفَ أَنْ يَكُونَ يَسِيرُ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَ يَمْشِي فِي أَسْوَاقِهِمْ وَ يَطَأُ بُسُطَهُمْ وَ هُمْ لَا يَعْرِفُونَهُ حَتَّى يَأْذَنَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ أَنْ يُعَرِّفَهُمْ نَفْسَهُ كَمَا أَذِنَ لِيُوسُفَ ع حِينَ قَالَ لَهُمْ هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَ أَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ قالُوا أَ إِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قالَ أَنَا يُوسُفُ وَ هذا أَخِي.

(كمال الدين و تمام النعمة (من کتب القرن الرابع) ‏1: صص 144 – 145 ح 11)