تشابه مولانا المهدی بسليمان النبی بجهات عدیدة:
1- سليمان عليه السلام جعله داود خليفة، و لم يبلغ الحلم. ففي الحديث (1) عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام): إنّ الله تبارك و تعالى أوحى إلى داود (عليه السلام) أن يستخلف سليمان و هو صبيّ يرعى الغنم، فأنكر ذلك عباد بني إسرائيل و علماؤهم. فأوحى الله تعالى: أن خذ عصى المتكلّمين و عصا سليمان، و اجعلها في بيت و اختم عليه بخواتيم القوم، فإذا كان من الغد فمن كانت عصاه قد أورقت و أثمرت فهو الخليفة، فأخبرهم داود (عليه السلام). فقالوا: قد رضينا و سلّمنا.
القائم عليه السلام جعله الله عزّ و جلّ خليفة و هو صبيّ له خمس سنين تقريبا و قد أجاب في حياة أبيه عن مسائل سعد بن عبد الله القمي ، كما رواه الصدوق فی کمال الدین.
2- سليمان عليه السلام قال: (هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي) من حيث الكيفيّة، فإنّ ملك سلاطين العالم كما هو المتعارف المعتاد مشوب بالجور و الفساد، و أراد سليمان أن لا يكون ملكه كذلك، و أيضا سلطنة ملوك الأرض إنّما هو على الإنس، و سلطنته كانت على الجن و الإنس و الطير قال الله عزّ و جلّ: ( و حشر لسليمان جنوده من الجنّ و الإنس و الطير فهم يوزعون ).
القائم عليه السلام وهب الله تعالى له ملكا لم يكن نظيره لأحد من الأولين و الآخرين، من حيث الكيفيّة و الكميّة: أمّا الكميّة فلأنّه يملك ما بين الخافقين، كما في الحديث. و أمّا الكيفيّة، فلأنّه محض العدل، و عدل محض، و لأن سلطنته تعم جميع أهل السماوات و الأرضين.
3- سليمان عليه السلام سخّر الله له الرّيح قال الله عزّ و جلّ: (فسخّرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب) (2).
القائم عليه السلام يسخّر الله له الرّيح. ففي كمال الدين عن أبي عبد الله عليه السلام الی أن قال: فيبعث الله تبارك و تعالى ريحا فتنادي بكلّ واد: هذا المهدي يقضي بقضاء داود و سليمان (عليهما السلام)، و لا يريد عليه بينة.
4 – سليمان عليه السلام غاب عن قومه برهة من الزّمان كما عن الصادق عليه السلام في حديث (3) رواه رئيس المحدّثين في كتاب كمال الدين.
القائم عليه السلام غاب عن قومه أكثر من غيبة سليمان.
5- سليمان عليه السلام ردّت له الشّمس.
القائم عليه السلام يدعو الشّمس و القمر فيجيبانه.
6- سليمان عليه السلام حشمة الله.
القائم عليه السلام حشمة الله.

(مكيال المكارم، ميرزا محمّد تقي الأصفهاني 1: 195 – 197)
……………………………………………………………………………………
1 – إكمال الدين 1: 156.
2 – سورة ص: 36.
3 – إكمال الدين 2: 671، باب 58، ح 19.