تشابه مولانا المهدی باسماعيل النبی بجهات عدیدة:
1- إسماعيل علیه السلام: بشّر الله تعالى بولادته قال عزّ و جلّ: (فبشّرناه بغلام حليم).
القائم عليه السلام: بشّر الله تعالى بولادته و بقيامه فی روایات کثیرة من رسول الله و الأئمة الأطهار عليهم السلام.  و يدلّ عليه ما في تبصرة الولي و البحار (1) عن إسماعيل بن علي النوبختي (رحمه الله) قال: دخلت على أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام في المرضة الّتي مات فيها فأنا عنده إذ قال (عليه السلام) لخادمه عقيد و كان الخادم أسود نوبيّا قد خدم من قبله علي بن محمد (عليه السلام) ، و هو ربّي الحسن (عليه السلام) فقال له: يا عقيد! اغل لي ماء بالمصطكي. فأغلى له؛ ثمّ جاءت به صيقل الجارية أم الخلف (عليه السلام) فلمّا صار القدح في يده، و هم بشربه فجعلت يده ترتعد، حتّى ضرب القدح ثنايا الحسن (عليه السلام) فتركه من يده و قال (عليه السلام) لعقيد: أدخل البيت فإنّك ترى صبيّا ساجدا فائتني به. قال أبوسهل: قال عقيد: فدخلت أتحرى فإذا أنا بصبيّ ساجد رافع سبابته نحو السماء فسلّمت عليه فأوجز في صلاته. فقلت: إن سيّدي يأمرك بالخروج إليه إذ جاءت أمّه صيقل فأخذت بيده و أخرجته إلى أبيه الحسن (عليه السلام). قال أبوسهل: فلمّا مثلّ الصبيّ بين يديه سلّم و إذا هو درّي اللون و في شعر رأسه قطط مفلج الأسنان فلما رآه الحسن (عليه السلام) بكى و قال: يا سيّد أهل بيته! اسقني الماء فإنّي ذاهب إلى ربّي و أخذ الصبي القدح المغلي بالمصطكي بيده ثمّ حرّك شفتيه ثمّ سقاه، فلمّا شربه قال: هيّئوني للصّلاة فطرح في حجره منديل، فوضأه الصبيّ واحدة واحدة، و مسح على رأسه و قدميه. فقال له أبو محمّد (عليه السلام): أبشر يا بنيّ! فأنت صاحب الزّمان، و أنت المهدي، و أنت حجّة الله في أرضه، و أنت ولدي و وصيي و أنا ولدتك، و أنت م ح م د بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ولدك رسول الله (صلى الله عليه و آله) و أنت خاتم الأئمة الطاهرين، و بشّر بك رسول الله (صلى الله عليه و آله) ، و سمّاك و كنّاك، بذلك عهد إليّ أبي عن آبائك الطاهرين صلى الله على أهل البيت، ربّنا إنّه حميد مجيد. و مات الحسن بن علي من وقته صلوات الله عليهم أجمعين.
أقول: كانت وفاته بالسّمّ في ثامن شهر ربيع الأول من سنة ستين و مأتين و كان عمره ثمانية و عشرين سنة صلوات الله عليه.
2- إسماعيل عليه السلام: انفجر له من الأرض عين زمزم.
القائم عليه السلام: ينفجر له من الحجر الصّلب، و قد نبع له من الأرض مرار .منها ما في البحار (2) عن كتاب تنبيه الخواطر: حدّثني السيّد الأجل علي بن إبراهيم العريضي العلوي الحسيني، عن علي بن علي بن نما قال: حدّثنا الحسن بن علي بن حمزة الأقساسي، في دار الشريف علي بن جعفر بن علي المدائني العلوي، قال: كان بالكوفة شيخ قصار، و كان موسوما بالزهد، منخرطا في سلك السياحة متبتلا للعبادة ، مقتفيا للآثار الصالحة. فاتفق يوما أنّني كنت بمجلس والدي، و كان هذا الشّيخ يحدّثه و هو مقبل عليه؛ قال: كنت ذات ليلة بمسجد جعفي و هو مسجد قديم في ظاهر الكوفة و قد انتصف الليل و أنا بمفردي فيه للخلوة و العبادة إذ أقبل عليّ ثلاثة أشخاص فدخلوا المسجد فلمّا توسّطوا صرحته جلس أحدهم، ثمّ مسح الأرض بيده يمنة و يسرة، و خضخض الماء و نبع، فأسبغ الوضوء منه. ثمّ أشار إلى الشخصين الآخرين بإسباغ الوضوء، فتوضآ ثمّ تقدّم فصلّى بهما إماما، فصلّيت معهم مؤتمّا به، فلمّا سلّم و قضى صلاته، بهرني حاله، و استعظمت فعله، من انباع الماء، فسألت الشّخص الّذي كان منهما على يميني عن الرجل، فقلت له: من هذا؟ فقال لي: هذا صاحب الأمر، ولد الحسن (عليه السلام)، فدنوت منه و قبّلت يديه، و قلت له: يا بن رسول الله (صلى الله عليه و آله)! ما تقول في الشريف عمر بن حمزة هل هو على الحقّ؟ فقال: لا. و ربما اهتدى، ألا إنّه لا يموت حتّى يراني. فاستطرفنا هذا الحديث. فمضت برهة طويلة فتوفّي الشريف عمر، و لم يسمع أنّه لقيه عليه السلام. فلمّا اجتمعت بالشّيخ الزاهد (ابن بادية) أذكرته بالحكاية الّتي كان ذكرها، و قلت له مثل الرادّ علیه: أليس كنت ذكرت أن هذا الشريف لا يموت حتّى يرى صاحب الأمر الّذي أشرت إليه؟ فقال لي: و من أين علمت أنّه لم يره؟ ثمّ إنّني اجتمعت فيما بعد بالشريف أبي المناقب ولد الشّريف عمر بن حمزة، و تفاوضنا أحاديث والده، فقال: إنّا كنّا ذات ليلة في آخر الليل عند والدي، و هو في مرضه الّذي مات فيه، و قد سقطت قوّته، و خفّت صوته، و الأبواب مغلقة علينا، إذ دخل علينا شخص هبناه، و استطرفنا دخوله، و ذهلنا عن سؤاله فجلس إلى جنب والدي، و جعل يحدّثه مليّا، و والدي يبكي، ثمّ نهض، فلما غاب عن أعيننا، تحامل والدي، و قال: أجلسوني! فأجلسناه و فتح عينيه، و قال: أين الشّخص الّذي كان عندي؟ فقلنا: خرج من حيث أتى. فقال: اطلبوه، فذهبنا في أثره فوجدنا الأبواب مغلقة، و لم نجد له أثرا فعدنا إليه فأخبرناه بحاله، و أنّا لم نجده، و سألناه عنه. فقال: هذا صاحب الأمر. ثمّ عاد إلى ثقله في المرض، و أغمي عليه.
3- إسماعيل علیه السلام: كان يرعى الأغنام.
القائم عليه السلام في حديث المفضّل (3) عن الصادق عليه السلام: و و الله يا مفضّل، كأنّي أنظر إليه دخل مكّة، و عليه بردة رسول الله صلى الله عليه و آله، و على رأسه عمامة صفراء، و في رجليه نعلا رسول الله صلى الله عليه و آله المخصوفة، و في يده هراوته، يسوق بين يديه عنازا عجافا، حتّى يصل بها نحو البيت، ليس ثمّ أحد يعرفه، و يظهر و هو شاب، الخبر.
4- إسماعيل عليه السلام: سلم لأمر الله عزّ و جلّ، و قال: (يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين)
القائم عليه السلام سلم لأمر الله عزّ و جلّ.

(مكيال المكارم، ميرزا محمّد تقي الأصفهاني 1: 164 – 167)

………………………………………………………………………
1 – بحار الأنوار 52: 16، باب 18، ذيل 14.
2 – بحار الأنوار 52: 55، باب 18، ذيل 39.
3 – بحار الأنوار 53 / 6.