الشبهة: كيف عمّر الإمام هذا العمر الذي يناهز أكثر من 1170 سنة.
الجواب:
أولاً ـ لا يوجد أي تضاد لهذا التفسير عند المختصين في المجالات العلمية لا سيما الطبية والمختبرية منها كما هو شائع ومعروف من قدرة التقنية والعلوم الحديثة أن تبقي بعض خلايا جسم الإنسان ضمن زيادات مسموحة ترفل بالحياة والنشاط، عندها يستخدمون نظام حمية مشددة واتّباع نظام خاصّ بعلم منافع الأعضاء وبرعاية قواعد الحفاظ على الصحة بترتيب تناول نظام غذائي معين. وقد أثبتت التجارب المختبرية ذلك. ومثل هذا التقدم هو حصيلة العلوم المادية، واستطاع العقل البشري القاصر البسيط التحكم في محدودية العمر. فكيف بالخالق البديع الذي كان وراء الخلقة الآدمية، ألا يكون باستطاعته أن يجعلها تعيش لأكثر من المدد المقررة لعلل وأغراض. بل يجعلها لوشاء مخلدة بدون أدنى تأثير على جوانبها الجسديّة والنفسيّة وغيرها.

ثانياً ـ إن نظائر ذلك (أي طول العمر) قد ذكرها القرآن الكريم والسنّة المطّهرة والتاريخ أيضاً وأصحاب السير قصصهم مشتهرة ومعروفة بطول الأعمار، كالخضر وإلياس عليهما السلام من أولياء الله يرفلان بالحياة الى ما شاء الله لحد الآن وعيسى عليه السلام في السماء حيّاً بعد رفعه إليها ومن أعداء الله إبليس اللعين و … وقد ثبت بقاء كل هؤلاء بالكتاب والسنّة.
ونوه التأريخ لغيرهم من النّاس بمثل هذه الحالات الاستثنائية، فعندما تقتضي المشيئة الإلهية فلا رادّ لأمر الله تعالى.
ثالثاً ـ قضية إلهية كلفه بها الجليل على لسان رسوله محمد (صلى الله عليه وآله ) والأوصياء الأحد عشر من آبائه عليهما السلام، لتكملة نشر الدعوة الإسلامية وتعميمها لشعوب أهل الأرض في الأزمات اللاحقة لأن بها كما يُعلم تنحسر شرائع الدين ويعم الظلم والجور والفوضى والفساد في كل مرافق الأقطار والأمصار. فأستوجب الإبقاء على الإمام بعمر ممتد كعمره الشريف ليعيد القيم والمفاهيم إلى نصابها الصحيح من القسط والعدل كما قال تعالى (وعد الله الذين أمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض وليمكنن لهم دينهم الذي أرتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً) قال الإمام الصادق عليه السلام هذه الآية نزلت في القائم وأصحابه.
رابعا ـ طول الفترة الزمنية تكون كفيلة بإكمال تربية الأجيال بكل النواحي الفكريّة والعقائديّة والسعي بها نحو التقدّم والرقي والصلاح، لتتعاطف مع فكرة الإمام الملحمية اللاحقة، وتستوعب معطياته المبدئيّة عند ظهوره، لأن من جرائها يتكون منهم اكبر عدد ممكن من الأنصار والمؤيدين المخلصين.

(نقلا عن: مرکز آل البیت العالمی للمعلومات)